الاثنين، 22 سبتمبر 2008

طرق الاستمتاع بوقت الفراغ في استراليا



لمحة تمهيدية
إن أقل ما يمكن قوله عن معظم الأستراليين هو أنهم على دراية كبيرة بالطريقة التي يمكنهم بها قضاء وقت الفراغ والاستمتاع به إلى أقصى حد. فهناك الكثير من الأحداث والمناسبات التي يمكنهم الاشتراك فيها وكذلك الفرص المتاحة للزوار أيضا – فالخيارات واسعة ومتنوعة؛ إذ يمكنهم الاستمتاع بوجبة شواء شهية أو ممارسة رياضة الكريكت؛ أو التوجه لتشجيع فريقهم المفضل في إحدى مباريات كرة القدم الأمريكية أو الإنجليزية أو الرجبي أو كرة الشبكة؛ أو ممارسة أي نوع من الرياضة التي يرغبونها؛ أو الاستمتاع بحضور أحد المهرجانات والاحتفالات العديدة التي تعقد سنوياً في مختلف أنحاء البلاد؛ وإن لم يكون يروق لهم أي شئ من ذلك، فيمكنهم الخلود إلى الاستمتاع بجو من العزلة والخصوصية بالانطلاق بسياراتهم إلى البراري وقضاء فترة من الاستجمام في خيمتهم الخاصة.
الأستراليون رياضيون بطبعهم
يتميز الأستراليون بحبهم للرياضة – سواء كان ذلك بممارستها أو الاستمتاع بالمشاهدة. وتعتبر رياضة كرة القدم، التي تتم ممارستها طبقا للقواعد الأسترالية، أكثر الألعاب الرياضية شعبية وانتشاراً في البلاد. ولعله مما يؤكد ذلك أن كل من تلك الضواحي المنتشرة حول مدينة ملبورن، مثل ضواحي كارلتون وولينجود، وهاوثورن، وملبورن الشمالية، وفوتسكراي، وإسيندون، وريتشموند وسانت كيلدا، لها فريق مشترك في
دوري كرة القدم الأسترالي الممتاز (AFL). ومما يذكر أن دوري كرة القدم هذا كان في بدايته مقصوراً على ولاية فكتوريا، غير أنه أصبح يضم فرق الولايات الأخرى ابتداءً من عام 1982، مثل سيدني سوانز، وفريمانتل دوكرز ووست كوست إيجلز في بيرث، وفريق أديلايد كراوز في بورت أديلايد وبريزبن ليونز. وثمة شيء يجب أن تجربه وأنت في أستراليا (خاصة إذا كنت مقيما في ملبورن) وهو الاشتراك ضمن الجموع الغفيرة التي تشاهد مباريات كرة القدم، حتى وإن لم تكن من بين محبي هذه الرياضة التي يعشقها الأستراليون بهذا القدر من الحماس.
وهناك أيضا
دوري الرجبي الوطني (NRL). وتعتبر سلسلة المباريات التي تقام سنوياً تحت اسم State of Origin هي أبرز أحداث الموسم الرياضي لذلك الدوري. وتتمثل أكبر الطموحات التي يتطلع إليها اللاعبون الأستراليون الذين يشاركون في مباريات اتحاد الرجبي في انضمامهم للعب في فريق الرجبي الوطني، الذي يطلق عليه اسم Wallabies. ومن المعروف أن فريق الرجبي الوطني الأسترالي فاز بكأس العالم وتربع على قمة هذه الرياضة على المستوى العالمي إلى أن تمكن الفريق الإنجليزي من أن ينتزع منه هذه الكأس في عام 2003. ومن الأحداث التي يتطلع الكثيرون للاستمتاع بها بشغف كبير مباريات كأس بليديسلو التي تقام بين أستراليا ونيوزيلندا والتي تشكل جزءً هاما من دورة ثلاثية تشارك فيها دولة جنوب أفريقيا أيضاً.
وليس ثمة مفاجأة في أن تشتهر أستراليا بأنها أمة من السباحين، فهي محاطة بالبحر من كل جانب. كما تنتشر أحواض السباحة العامة في كافة أرجاء أستراليا، جنباً إلى جنب مع وجود الشواطئ الرائعة التي توفر للجميع متعة السباحة. وفي الوقت ذاته، يحظى التزلج على الأمواج بشعبية طاغية كرياضة وأيضا كوسيلة ممتعة لقضاء وقت الفراغ، الأمر الذي تؤكده بشكل واضح مسابقات التزلج على الأمواج الشهيرة مثل مسابقة التزلج الكلاسيكي على الأمواج في شاطئ بيلز. وتنتشر على شواطئ أستراليا ذات الشعبية الكبيرة دوريات الإنقاذ في موسم الصيف لمراقبة وإنقاذ هواة التزلج على الأمواج الذين يمارسون هذه الرياضة. ويتولى أفراد هذه الدوريات تعيين حدود المناطق التي يمكن ممارسة هذه الرياضة فيها بأعلام معينة. وبالرغم من ذلك، فإن الشواطئ التي تتم فيها ممارسة التزلج على الأمواج يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على السباحين إن لم يكن هؤلاء على دراية جيدة بالظروف السائدة فيها وقادرين على مواجهتها ؛ ذلك لأن التيارات المائية السفلية العكسية، التي تسحب السباحين بعيداً عن الشاطئ، تشكل خطرا رئيسيا لمن يمارسون السباحة في تلك المناطق. كذلك يقع الكثير من حالات الإصابة بالشلل كل عام جراء الغوص في الأمواج في منطقة المياه الضحلة والتعرض للاصطدام بأحد الحواجز الرملية التي تتكون بفعل حركة التيارات المائية في تلك المنطقة. والنصيحة التي يمكن قولها في هذا الصدد هي ضرورة التحقق من عمق المياه قبل الغوص.
وقبل أن تستعيد بريطانيا على كأس البطولة المعروفة باسم "The Ashes"، كان فريق الكريكت الأسترالي يحتل المركز الأول على مستوى العالم زهاء عشر سنوات. وكان من بين أبرز النجوم الذين تألقوا في ذلك الفريق كل من شين وارن، وريكي بونتنج، وجلن ماكجراث، وأدام جيلشريت. لمزيد من المعلومات، مثل طريقة العثور على نادي محلي إذا كنت مهتماً بممارسة اللعبة، يرجى الاطلاع على موقع
الكريكت في أستراليا.
وتعتبر بطولة
أستراليا المفتوحة واحدة من بطولات الجراند سلام الأربع في التنس. والواقع أن المباريات التي تقام في هذه البطولة تجتذب لمشاهدتها عدداً من الزوار يفوق كثيراً عدد من يحضرون لمشاهدة أي حدث رياضي آخر. ويعتبر ليتون هيويت واحداً من أبرز نجوم رياضة التنس في أستراليا، فقد فاز بكل من بطولة ويمبلدون للتنس وبطولة الولايات المتحدة الأمريكية المفتوحة للتنس. ويمثل موقع التنس في أستراليا محرك بحث ممتاز للتعرف على الأندية التي تمارس فيها هذه الرياضة في كافة أنحاء أستراليا.
ولعله مما يسعد عشاق كرة القدم في أستراليا أن آمالهم قد تحققت أخيراً عندما فاز فريق كرة القدم الوطني الأسترالي على أوروجواي ليتأهل للاشتراك في مباريات كأس العالم التي تقام في ألمانيا عام 2006. وتعتبر رياضة كرة القدم إحدى الرياضات التي انتشرت بمعدل سريع في أستراليا، وذلك من حيث أعداد اللاعبين الذين يمارسونها والجموع التي تحضر للاستمتاع بمشاهدتها، كما يعلق الكثيرون آمالاً كبيرة على أن يسهم
دوري الدرجة الأولى الجديد في إحداث تطور كبير في هذه الرياضة. وكانت رياضة كرة القدم في أستراليا تعاني طوال سنوات كثيرة من العقبات التي نجمت عن اتجاه اللاعبين الشباب إلى اللعب في البطولات الخارجية الأفضل والتعاقد للعب في النوادي الأوروبية.
ويوجد الآن نحو 1.2 مليون من
لاعبي كرة الشبكة في البلاد، مما جعل هذه الرياضة أكثر الرياضات شعبية في أستراليا من حيث عدد الأفراد الذين يمارسونها. كذلك ثمة شعبية كبيرة أيضا لرياضة كرة السلة للسيدات، حيث يعتقد معظم الأستراليين أن لورين جاكسون هي أفضل لاعبة كرة سلة في العالم، في حين يعتبر اللاعبان "ماكينون" و"بوج" أفضل النجوم المتألقة في سماء كرة السلة للرجال.
وثمة مجموعة كبيرة من الألعاب الرياضية التي توفر للمرء العديد من الفرص التي يمكنه أن يختار من بينها الرياضة التي يفضلها، مثل الهوكي وسباقات الخيل والإبحار في السفن الشراعية وسباقات السيارات والجولف وركوب الدراجات وغيرها، ولعل هذا التنوع هو ما يؤكد مدى ما تحظى به الرياضة من حب وشغف في هذه البلاد. ومما تجدر الإشارة إليه هو أن كل أنواع الرياضة التي سبق ذكرها متاحة للجميع سواء فيما يتعلق بالاستمتاع بممارستها أو مشاهدتها. ويوجد في أستراليا ما يزيد عن 120 منظمة رياضية والآلاف من الهيئات الرياضية المنتشرة على كل من مستويات الولايات أو الأقاليم، وبالتالي يكون من المحتمل إلى حد كبير وجود هيئة رياضية بالقرب من محل إقامتك تمكنك من تلبية كافة رغباتك في هذا المجال. كما تعتبر الجامعات والمجالس المحلية (وأيضا المواقع الإلكترونية التي سلف الإشارة إليها) فرصة طيبة للتعرف على أنواع الرياضة التي يمكنكم الاستمتاع بها في منطقة إقامتكم. وبالنسبة لرغبتكم في الاستمتاع بمشاهدة إحدى الرياضات، فما عليكم سوى شراء التذاكر الخاصة بمشاهدة الحدث الرياضي الذي ترغبونه في نفس يوم إقامته، وهذا الأمر يسري بالطبع على كل أنواع الرياضة. أما بالنسبة للأدوار النهائية في البطولات الرياضية، مثل المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأسترالي أو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، فمكن الممكن أن تنفد التذاكر الخاصة بها وبالتالي يصير من الضروري شراء التذاكر الخاصة بها في موعد مبكر عن طريق أحد وكلاء بيع التذاكر مثل
Ticketek أو Ticketmaster.
الترفيه
لعله مما يبعث على الارتياح أن تعرفوا أنه يمكنكم بسهولة إقناع أي أسترالي بمشاركتكم الاحتفال بإحدى المناسبات أو قضاء بعض الوقت في الاستمتاع بأحد الأنشطة الترفيهية، ومن المنطقي أن تتبعوا هذا المنوال طوال فترة إقامتكم بأستراليا.
والواقع أن مهرجانات الفنون التي تقام في أستراليا تجتذب الكثيرين من كل أنحاء البلاد لحضورها والاستمتاع بمشاهدة المسرحيات وعروض الرقص والموسيقى والفنون التصويرية مثل الرسم والنحت والأفلام السينمائية والتصوير الفوتوغرافي وما إليها. ومن بين المهرجانات الهامة مهرجان سيدني الكبير الذي يقام على امتداد شهر يناير تقريبا ويعقد فيه عدد من الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق ومن المسرحيات التي تعرض في مختلف المسارح إلى جانب الألعاب النارية التي يستمتع الجميع بمشاهدتها. كذلك يعقد مهرجان أديلايد للفنون في بداية شهر مارس كل عام له رقم زوجي أما بالنسبة للمهرجان العالمي لفنون الموسيقى والرقص Womadelaid الذي يقام في منتزه بوتانيك في أديلايد بولاية أستراليا الجنوبية، فهو يعقد في النصف الثاني من شهر مارس من كل عام. كما يقام في مدينة ملبورن مهرجان الكوميديا في شهر أبريل، ومهرجان الكُتاب في شهر سبتمبر، وهو يعتبر أضخم مهرجان في العالم يقدم فيه الكُتاب نتائج إبداعاتهم، ومهرجان ملبورن الدولي الأسطوري في أكتوبر. وبالإضافة إلى هذه المهرجانات، يوجد مهرجانان يعرضان جوانب الحياة الفنية والثقافية لسكان أستراليا الأصليين، هما مهرجان Stompen Ground Festival الذي يقام في مدينة بروم في شهر أكتوبر، ومهرجان Barunga Wugularr الرياضي والثقافي الذي يقام بالقرب من مدينة كاثرين في شهر يونيو.
ومن المهرجانات الرياضية التي تتسم بروح الدعابة والمرح مهرجان سباق زوارق علب البيرة الذي يقام في مدينة داروين في شهر أغسطس، وهو مهرجان فريد من نوعه تشترك فيه "زوارق" مصنوعة كلها من علب شراب البيرة، وكذلك مهرجان Henley-on-Todd الذي يقام في مدينة أليس سبرينجز في ولاية أستراليا الشمالية وهو عبارة عن سباق للزوارق في مجرى نهر جاف. ومن بين الأحداث الشهيرة الأخرى سباق اليخوت من سيدني إلى هوبارت (وهو يبدأ يوم 26 ديسمبر)، وسباق الجائزة الكبرى للسيارات (الذي يقام في ملبورن في شهر مارس)، ومباريات كرة القدم وفقا للقواعد الأسترالية (التي تقام في كافة أنحاء البلاد في الفترة من شهر مارس حتى شهر سبتمبر، يرجى الاطلاع على القسم الخاص بالرياضة في أستراليا)، وفعاليات كأس ملبورن لسباق الفروسية الذي يقام أول أيام الثلاثاء في شهر نوفمبر.
والواقع أن الأستراليين بهم شغف كبير لارتياد الحانات والمشارب (البارات) ومن السهولة أيجادها في أي مكان تتواجدون فيه في أستراليا. والواقع أن تلك الحانات تشكل عنصرا قويا من عناصر الحياة الثقافية في أستراليا منذ فترة طويلة من الزمن، وهي تنتشر في كل من المدن والأحراش (والمقصود بالأحراش أي مكان بعيد من المدن). وتوجد حانات تتسم بالطابع الأسترالي التقليدي في بلدان ريفية صغيرة مثل حانة بيردزفيل هوتيل في بلدة بيردزفيل في كوينزلاند، وكذلك حانات أكثر تطورا مثل حانة بادينجتون إن هوتيل التي تقع في شارع أوكسفورد بضاحية بادينجتون بمدينة سيدني. أما ظاهرة المشارب (البارات) فلم تنشا سوى في الآونة الأخيرة في المدن الكبرى التي مهدت لها الطريق، خاصة مدينة ملبورن التي تشتهر بعدد ضخم بشكل غير عادي من المشارب. ويتميز الكثير من الحانات في أستراليا بما تقدمه بصفة منتظمة من عروض موسيقية حية أو مذاعة من أسطوانات مسجلة.
وإلى جانب ذلك كله، هناك قائمة طويلة لا تنتهي من الخيارات الترفيهية التي من بينها دور السينما والمسارح والمراقص والنوادي الليلية والأوبرا وحفلات الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز وما إليها. ويعتبر الاطلاع على الصحف المحلية، و/أو المجلات الترفيهية المجانية، والصحف اليومية، ومواقع الإنترنت المعنية بذلك، هو أفضل الوسائل لمعرفة نوع النشاط الترفيهي الذي يرغب المرء في الاستمتاع به.
السفر والرحلات
تعتبر أستراليا دولة كبيرة تتميز بموارد متنوعة ضخمة، الأمر الذي يوفر عدداً لا حصر له من الوسائل التي تتيح للمرء إمكانية استكشاف هذه القارة العظيمة. ويسرنا أن نقدم لكم فيما يلي سبيلين مقترحين للسفر والرحلات لبدء التعرف على هذه القارة الجميلة. السبيل الأول هو أن يسلك المرء طريقا ارتاده الكثيرون غيره، أما السبيل الثاني فهو يبتعد عن الطرق التي سلكها الآخرون
الطريق الممتد على الساحل الشرقي: من سيدني حتى كارينز
في الواقع أن كثيراً من المسافرين يسلكون ذلك الطريق المألوف على الساحل الشرقي لأستراليا ويستمتعون بشمسه المحببة إليهم. يبدأ هذا الطريق من سيدني عبر الطريق السريع الذي يمر بمدن المنطقة الوسطى والشمالية في نيو ساوث ويلز التي تتميز بشواطئها الخلابة. ولهذا الطريق خصائص متميزة متنوعة، فهو يتسم بالهدوء والسكون اللذين يتوفران في ميناء بورت ستيفنز، وعلى النقيض من ذلك، يتسم في نفس الوقت بالصخب والهوس اللذين يسودان منتزه بحيرات ميال الوطني؛ حيث الرياضات المائية التي يعشقها الكثيرون، وبالجمال الذي يأسر الألباب في منطقة الغابات الممطرة في منتزه دوريوجو الوطني. ويمكنك أيضا الاستمتاع بمظاهر الحياة الطبيعية ذائعة الصيت في منتجع بايرون باي السياحي الشهير، وأن تخترق حدود كوينزلاند وتصل إلى مدينة بريزبن، عاصمة الولاية، بعد أن تمر على مدينة سيرفرز بارادايس السياحي الشهير أيضا.
بعد ذلك يأخذك طريق بروس السريع ويتعرج على امتداد الساحل ليصل إلى أقصى الشمال. وبالنسبة لعشاق الطبيعة، فيجدر بهم ألا تفوتهم فرصة مشاهدة محمية الحيتان الطبيعية في منتجع هيرفي باي السياحي وأن يتجهوا بعد ذلك شمالاً إلى منطقة جزر ويتصنداي أيلاندز للاستمتاع بأشكال الشعاب المرجانية الرائعة في منطقة حاجز الشعاب المرجانية العظيم وممارسة رياضة الغوص تحت سطح الماء في كارينز.
القيام برحلة عبر القارة: من كارينز إلى بيرث
يبلغ طول هذا الطريق، الطويل الصعب، 4560 كيلومترا، وهو يمتد من المناطق الاستوائية حتى المحيط الهندي، ولا يناظره في قلة عدد مرتاديه سوى بضعة طرق قليلة. والواقع أن الخروج عن الطرق المألوفة والاتجاه إلى المناطق النائية في قارة أستراليا إنما هو أمر ينطوي على كثير من المخاطر الكامنة، لذلك يجدر بنا كلما ذهبنا إلى أي مكان أن نتسلح بالمعرفة الجيدة بكل الظروف المحتمل وجودها فيه وبالاستعداد التام لمواجهتها. على أية حال، يمكنك أن تبدأ هذا الطريق من كارينز ثم تتجه غرباً إلى نورمانتون وهي أكبر مدينة في منطقة خليج كاربنتاريا. بعد ذلك اتجه جنوبا عبر طريق ماتيلدا السريع لتصل إلى مدينة ماونت إيزا الشهيرة بمناجمها ونشاطها التعديني والتي تتسم الحياة فيها بقدر من الخشونة. وبعد اجتياز مدينة أوراندانجي الحدودية التي في الجهة الجنوبية الغربية، تصل إلى طريق بلنتي السريع، وهو طريق يراه البعض مملا والبعض الآخر يراه خربا مهجورا وعلى درجة كبيرة من الوعورة التي تؤثر في عظام ركاب السيارات (يوصى باستخدام سيارات رباعية الدفع). وبعد مسيرة تزيد عن 500 كيلومترا تصل إلى طريق ستيوارت السريع ثم إلى مدينة أليس سبرينجز الواقعة في قلب أستراليا.
بعد ذلك يتعرج طريق لاسيتر السريع ويتجه بك إلى صخرة أولورو (آيرز روك) المدهشة، ثم إلى تكوينات كاتا تجولتا الصخرية (الأولجاز)، والتي تقع بعدها بداية ما يسمى بطريق جريت سنترال رود. وهو طريق موحش غير ممهد وإن يكن يصلح لسير السيارات ثنائية الدفع جيدة التجهيز. ويتميز هذا الطريق بالشجيرات القادرة على تحمل الملوحة العالية والحشائش المعمرة ذات الأطراف الحادة وأشجار البلوط الصحراوية. وبعد مسيرة 750 كيلومترا، يصل بك الطريق إلى مدينة لافيرتون الصغيرة الشهيرة بمناجم الذهب. ثم بعد مسيرة 400 كيلومترا أخرى، يصل الطريق إلى مدينة أخرى تشتهر بمناجم الذهب، أكبر من سابقتها، وهي مدينة كالجورلي بولدر. وفي نهاية المطاف، يلوح لك المحيط في الأفق وراء شواطئ سكالبره وكوتيسلو في مدينة بيرث.

ليست هناك تعليقات: